تعريف الثقة بالنفس وتطوير الذات
تعتبر الثقة بالنفس من الميزات الشخصية التي تحدد شخصية الفرد ومدى قدرته على التوافق مع ذاته ومع المجتمع، كما أن الثقة بالنفس تشكل شرطا مهما من شروط النجاح، بحيث أن الشخص الواثق من نفسه وقدراته يستطيع الخوض في تجارب جديدة دون الخوف من الفشل و الإحباط ويسعى جاهدا من أجل تطوير ذاته ومؤهلاته والإستفادة من الفشل والإخفاقات من أجل الوصول إلى النجاح والتفوق. على عكس ذلك، فالشخص الفاقد للثقة، غالبا ماتجده محبطا ويائسا من الحياة وغير مدرك لأهمية تطوير الذات والعمل على تقوية أسس الثقة في النفس.
تقنيات مهمة لتطوير الذات واكتساب الثقة بالنفس
إن الثقة بالنفس تمثل صلة الوصل بين الشخص والمجتمع، ويتم تعريف الثقة بالنفس على أنها تقبل القدرات الشخصية والرضا عن الذات وإدراك الفرد لمؤهلاته وكفاءاته والإعتقاد الجازم بإمكانية إنجاز العديد من الأمور وتحقيق مجموعة من الأهداف.
وفي مايلي بعض التقنيات الأساسية التي تساعد على تقوية الثقة بالنفس وتطوير الذات :
اقرأ أيضا : كيف تكون متفائلا في حياتك - خطوات مهمة لتغير نفسك للأفضل
التفكير الإيجابي
لا يقصد بالتفكير الإيجابي هو أن تقول : "أنا شخص إيجابي" فقط وتبقى ترددها طوال اليوم، بل على العكس من ذلك فالتفكير الإيجابي في مفهومه الدقيق هو أن تكون لك نظرة مغايرة للأمور بحيث أن تجعل كل المصاعب والعراقيل التي تواجهك في الحياة كأمور عادية وطبيعية يمكن الإستفادة منها من أجل التعلم والسير قدما في الحياة وتحويلها إلى محفزات للنجاح في الحياة وفي مسيرتك الشخصية أو المهنية أو الدراسية.
الإهتمام بالمظهر الخارجي
يعتبر الإعتناء بالهندام والملبس والمحافظة على النظافة الشخصية من الأولويات التي أوصى بها ديننا الحنيف كما جاء في الحديث الشريف : "إن الله جميل يحب الجمال" وهذا تصريح مباشر على وجوب الإعتناء بالمظهر الخارجي فهو يمثل بالدرجة الأولى الصورة التي نقدمها للناس عنا. بالإضافة إلى أن ارتداء الثياب النظيفة والأنيقة والإعتناء بالنظافة الذاتية يولد في الذات الثقة بالنفس.
لايقتصر الإهتمام بالمظهر الخارجي على الملموسات من ثياب جميلة وروائح عطرة بل هي أيضا مجموع السلوكيات والعادات التي نقوم بها. وعلى سبيل المثال فإن بعض التصرفات مثل التحدث مع الناس باداب، واحترام حقهم في التعبير عن ارائهم والابتسامة الصادقة في وجه أخيك يترك إنطباعا جيدا عنك مما يجعلك تثق قي نفسك وذاتك وتكتسب حب وقبول كل من حولك والمجتمع.
عدم مقارنة نفسك بالأخرين
من الأشياء التي تجعل بعض الأشخاص يفقدون الثقة في أنفسهم -كنت واحدا من بينهم- هي مقارنة أنفسهم بالأخرين، قد يكون هؤلاء الأخرين : أصدقاء، أفراد العائلة، زملاء الدراسة أو العمل، بل حتى بعض المؤثرين على مواقع التواصل الإجتماعي يؤثرون سلبا على الناس حيث أنهم يُظهرون لمتابعيهم حياة الرفاهية التي يعيشونها وكمية السعادة التي يتحصلون عليها من شراء بعض المنتوجات الباهضة الثمن وزيارة أماكن رائعة، وفي الحقيقة كل هذه الأشياء مجرد وَهْم في السوشل ميديا وحياة مزيفة، لكن أغلب المتابعين يعتقدون أن حياة المشاهير تلك، هي الحياة الطبيعية وأنهم -المتابعين- يعيشون حياة مملة ورتيبة.
يشعر الشخص الذي يقارن نفسه بالناس أنه أقل قيمة منهم وأنه لا يملك حظا مثلهم، وهذه الأمور تسبب عدة مشاكل وأزمات مثل الإكتئاب والقلق المزمن وفقدان الثقة بالقدرات والمؤهلات. لذلك عليك أنت ( نعم انت) أن تتوقف حالا عن مقارنة نفسك بالأخرين وعوض ذلك حاول تطوير ذاتك في المجالات التي أنت شغوف بها.
إذا كنت ترى شخصا ناجحا حاول أن تصبح مثله أو أحسن منه، وليس الإكتفاء بالمشاهدة وتبدأ في مقارنة نفسك معه.
كنصيحة مني، أقول لك : طور مهاراتك، نم قدراتك، تقبل ذاتك بمحاسنها وعيوبها، اطمح للأفضل، تحكم في حياتك وأخيرا ''أرجوك'' لاتقارن نفسك مع الاخرين
تحويل الرغبات إلى أهداف
يوجد الكثير من الأشخاص الذين يمتلكون رغبات عديدة ويودون بحق تحقيقها أو الحصول عليها، لكن تجدهم -كسالى- لايقومون ببذل المطلوب من اجل الوصول إلى أهدافهم، وتبقى رغباتهم مجرد أماني بعيدة المنال.
لتحقيق الأهداف في الحياة لابد من بذل المطلوب ورفع الهمة وتحويل هذه الرغبات القابعة داخل النفس إلى أهداف محققة على أرض الواقع. ولجعل مختلف الرغبات والطموحات تصبح أهداف قابلة للتحقق يجب أن تتوفر فيها مجموعة من الشروط وهي :
-أن يكون الهدف واضح ومحدد
-أن يكون الهدف واقعي
-أن يكن الهدف قابل للقياس
-أن يكون الهدف محدد بمدة زمنية
الإعتزاز بالذات
كل شخص في هذه الحياة لديه المؤهلات والقدرات التي تجعله فخورا بذاته، باعتبار أن من العوامل الأساسية لتطوير الذات واكتساب الثقة في النفس هي الإعتزاز بالذات مهما كانت إنجازاتك التي حققتها أو أهدافك التي تطمح إليها، حيث أن الثقة بالنفس تستلزم أن يكون الشخص راضيا عن نفسه ومتقبلا لذاته سواء جسديا أو دراسيا أو مهنيا أو شخصيا ...
الإعتزاز بالذات هي حب الذات بجميع عيوبها والسعي المتواصل لتدريبها وتطويرها.
اقرأ أيضا : تعرف على سيرة أحمد الشقيري | أيقونة الشباب العربي الذي ألهم الكثيرين
العمل على إكتساب مهارات جديدة
من أجل تطوير الذات يجب على الشخص العمل على اكتساب مهارات جديدة وتنمية معارفه ومداركه، من خلال الخوض في تجارب جديدة وإنشاء علاقات اجتماعية مهمة وتوسيع الشبكة التواصلية مع الاخرين والاستفادة منهم، وبالتالي الإرتقاء إلى مكانة أعلى.
يمكن إكتساب المهارات والخبرات عبر عدة طرق من بينها الإنخراط مع مجموعات راقية توفر إمكانية تطوير الذات، التسجيل في دورات تعليمية و الخوض في التجارب وعدم الخوف من الفشل، وتحويل الإخفاقات إلى إنجازات يمكن الإستفادة منها في المستقبل.