New

ميلود الشعبي من راعي للغنم إلى أكبر أثرياء العرب | قصة نجاح الحاج ميلود الشعبي


تعتبر سيرة نجاح الحاج ميلود الشعبي قصة أسطورية تتفوق في حبكتها الدرامية على أشهر أفلام بوليود، ونحن هنا سنحكيها لكم من الالف إلى الياء، فهيا بنا جميعا نسرد لكم قصة الرجل العصامي المكافح الذي تحول من راعي غنم أكل له الذئب إحدى خرفانه، إلى مالك أكبر الكيانات الإقتصادية في المغرب وإفريقيا، وصاحب الشعبية الجارفة في وطنه نتيجة أعماله الإجتماعية والخيرية.


ميلود الشعبي Miloud Chaabi

ميلود الشعبي Miloud Chaabi

الحاج ميلود الشعبي هو ملياردير عصامي مغربي، بدأ حياته من تحت الصفر وكوًّن ثروته بنفسه، فقد كان يعمل في طفولته راعيا للأغنام في باديته بضواحي مدينة الصويرة، ينتمي الشعبي لأسرة فقيرة لا تملك قوت يومها وكان يعاني من شدة الجوع والعطش لدرجة أن شقيقا له توفي من شدة الجوع ونقص الغذاء وتوالي سنوات الجفاف على المنطقة، يحكي ميلود الشعبي عن هذه الفترة قائلا : " لقد كانت أسرتي تعيش فقر الصومال، حتى إن أخي توفّي متأثرا من الجوع. ماتت البهائم ومرضت. ثماني سنوات متتالية من الجفاف والعطش عشناها. لقد كنا نموت من الجوع والعطش ".


لكن بعد سنوات تحول ميلود الشعبي من الطفل الذي يعاني وعائلته من الفقر والجوع إلى أغنى رجل في المغرب ويؤسس مجموعة “يينا القابضة” التي تضم أزيد من 70 شركة تشتغل في مختلف المجالات الإقتصادية وتُوفر فرص عملٍ ومصدر رزقٍ لآلاف العائلات المغربية، وتُحقق شركاته شهرة كبيرة تتجاوز الحدود باستثماراث موزعة على العديد من الدول كفرنسا والإمارات العربية المتحدة ومصر وتونس ومصر وغيرها من الدول.

من هو الحاج ميلود الشعبي Miloud Chaabi


وُلد الحاج ميلود الشعبي بمنطقة شعبة الواقعة في مدينة الصويرة في عام 1929 داخل عائلة قروية تمتهن الزراعة ورعي الاغنام وسط ظروف اقتصادية صعبة حيث كان يعاني من الفقر والجوع، تلقى الشعبي تعليما تقليديا بمسجد بلدته.


في يوم من الايام بينما كان ميلود الصغير راعيا للأغنام هاجمه ذئب فأكل إحدى خرفانه، وخوفا من عقوبة والده له قرر الهرب والتوجه لمدينة مراكش القريبة من مدينة الصويرة وهو في سن الخامسة عشر، والتي لم يستقر فيها سوى أسبوعين فقط لأنه لم يجد عملا فيها، وتوجه بعدها لمدينة القنيطرة، وعمل هناك في قطاع البناء بأجر يومي زهيد وكانت أقصى أحلامه أن يعمل فقط من أجل البقاء على قيد الحياة.


بدايات  ميلود الشعبي


في عام 1948 أنشأ الشعبي أولى شركاته وهو لم يتجاوز بعد العشرين من عمره، وكانت هذه الشركة عبارة عن مقاولة صغيرة تعمل في مجال البناء والإنعاش العقاري وكانت تُشغِّل ثلاثة عُمًّال وكان هو رابعهم.


عند دخول ميلود الشعبي لمجال المال والأعمال وجد أن الوسط كان محتكرا من طرف المستعمرين الفرنسيين وبعض التجار اليهود ومجموعة من العائلات المغربية المعروفة بنفوذها السياسي والإقتصادي في المغرب، ماجعله يرفع راية التحدي والمنافسة ويخلق بذلك شركاته الإقتصادية المتعددة التخصصات ويتحول من عامل بسيط بأجر زهيد لمؤسس أكبر الإمبراطوريات المالية مستحوذة على قطاعات اقتصادية حيوية، بسبب كفاحه المستمر وعصاميته الإستثائية.


إنجازات  ميلود الشعبي


تقلد الحاج ميلود الشعبي طوال مسيرته المهنية الممتدة لاكثر من 60 سنة، العديد من المناصب المرموقة سواء في ميدان التجارة والإستثمار أو في المجال السياسي والإجتماعي.



ميلود اللشعبي والريادة الإقتصادية


انطلاقا من سنة 1964 دخل الشعبي مضمار المنافسة والتحدي وبدأ في توسيع أنشطته الإقتصادية، وأسس شركة متخصصة في صناعة السيراميك.


في عام َ1969، تم انتخاب ميلود شعبي رئيسا لغرفة التجارة والصناعة بمدينة القنيطرة، وهو ما أهله لرئاسة جامعة الغرف التجارية والصناعية بالمغرب، الأمر الذي ساعده على تكوين شبكة واسعة من المعارف والشخصيات البارزة على المستوى الوطني.


لم يكتف الشعبي بشركته التي أنشأها، بل قام بشراء مجموعة دولبو ـ ديماتيت الفرنسية المتخصصة في إنتاج وتوزيع مواد البناء وتجهيزات الريّ، بعد منافسة شرسة انتهت بإفلاس الشركة واستحواذ الشعبي عليها عام 1985.  


لم يتوقف الطموح المالي والتجاري للحاج ميلود الشعبي عند هذا الحد، بل قام بإنشاء مجموعة من الشركات تنشط في مجالات اقتصادية متنوعة، ومن بين هذه الشركات: شركة جي بي سي للكارطون والتلفيف، شركة إليكترا للمكونات الكهربائية والكابلات، شركة سنيب وهي شركة وطنية للبتروكيماويات، بالإضافة لسلسلة متاجر أسواق السلام العصرية التي تتوزع فروعها على ربوع المملكة، وأيضا سلسلة فنادق رياض موكادور التي تنشط في قطاع السياحة والفندقة، كما أنه يمتلك شركته المتخصصة في البناء والعقار وتحمل اسم مجموعة الشعبي للإسكان.


استطاع بفضل شركة "يينا القابضة"، وكلمة "يينا"هي كلمة أمازيغية تعني الأم، استطاع ضم أكثر من 40 شركة تعد من أكبر الكيانات الإقتصادية في المغرب وإفريقيا،  وتشغل أزيد من 20 ألف موظف وعامل. استطاع الشعبي تحقيق شهرة كبيرة بفضل نجاحاته المستمرة وكفاحه واستقلاليته في بيئة عُرفت بالخضوع وتلقي الأوامر وترفض النجاح العصامي.   

المسيرة السياسية لـميلود الشعبي


استطاع الشعبي تحقيق شهرة كبيرة بفضل نجاحاته المستمرة وكفاحه واستقلاليته في بيئة عُرفت بالخضوع وتلقي الأوامر والإبتزاز وترفض النجاح العصامي. ما جعل ميلود يدخل عالم السياسة، فاُنتخب لأول مرة سنة 1984 عضوا برلمانيا عن إقليم الصويرة، ثم أُعيد إنتخابه في ولايات تشريعية مقبلة.


عرُف عن ميلود الشعبي وطنيته الحقيقية ودفاعه عن الوحدة الوطنية للمملكة من خلال صرف أموال من أجل حل ملف الصحراء المغربية، كما أنه كان يُقدم المساعدة والتمويل المادي في بعض الأحيان لقوى المعارضة في ظل مرحلة القمع والاستبداد التي كانت المغرب تمر منها انذاك.


في عام 2011 أعلن الشعبي برفقة خمسة من النواب الفائزين في الانتخابات تشكيل مجموعة نيابية مستقلة حمل اسم المستقبل مساندة لحكومة عبد الاله بن كيران، وكان ميلود الشعبي هو الناطق باسم المجموعة. في ديسمبر 2014 ولأسباب صحية قرر تقديم استقالته للبرلمان. 


الحياة الشخصية والعائلية لـميلود الشعبي


تزوج ميلود الشعبي من السيدة "ماما التجمعتي" والتي تنحدر من عائلة فاسية عريقة، ولشعبي ستة أبناء، وتُعتبر ابنته أسماء الشعبي أول امرأة مغربية تتقلد منصب رئيس مجلس بلدي في المغرب.


في يوم 16 أبريل عام 2016 ، غادر الحاج ميلود الشعبي إلى دار البقاء عن عمر يناهز 85 سنة بإحدى المستشفيات الخاصة بهامبورغ، ألمانيا، ووري جثمانه الثرى بمقبرة الشهداء بالعاصمة الرباط في جنازة مهيبة حضرها عدد كبير جدا من عامة الناس بالإضافة لشخصيات وطنية ودولية بارزة.


الأعمال الاجتماعية والخيرية لـميلود الشعبي


لم تقتصر أعمال ميلود الشعبي على التجارة والإستثمار فقط، بل كان رجل بر وإحسان، فقد استغل ثروته من اجل الاعمال الخيرية إذ كان يترأس عدة جمعيات إنسانية وثقافية ومن بينها مؤسسة ميلود الشعبي للأعمال الاجتماعية والتضامن الذي تقدم منح لفائدة الطلبة والمدارس العتيقة.

معلومات وحقائق عن ميلود الشعبي


حسب مجلة فوربس الأمريكية الشهيرة، قُدِّرت ثروة الشعبي  ب 2.9 مليار دولار، ويحتل بذلك مراتب متقدمة في قائمة أثرياء المغرب وإفريقيا.


رغم انشغاله بأعماله التجارية وكبره في السن وإجراءه لعملية جراحية على مستوى القلب، كان ميلود الشعبي يمارس كل يوم رياضته المفضلة وهي الغولف.


من بين أبرز ما كان يُعرف عن الحاج ميلود الشعبي تشبته بالقيم والمبادئ الإسلامية، فكان يرفض بيع المشروبات الكحولية في متاجر أسواق السلام وسلسلة فنادق موكادور التابعين لمجموعته الإقتصادية.


الجوائز والأوسمة التي حصل عليها الحاج ميلود الشعبي


حصل ميلود الشعبي عدة جوائز واستحقاقات سواء على المستوى الوطني أو الدولي، ومن بين هذه الإستحقاقات توشيحه من طرف العاهل المغربي بوسام المكافأة الوطنية من درجة قائد ووسام ملكي من درجة ضابط اعترافا بخدماته الجليلة التي قدمها للمغرب. 


تمكنت مجموعة ميلود الشعبي من الحصول على العديد من الجوائز مثل : الجائزة الأولى لمجلس وزراء العرب للإسكان والتعمير، جائزة البيئة، جائزة التشغيل.


احتل في سنة 2012 المرتبة الأولى في قائمة أغنى رجل في المغرب متفوقا على الملك المغربي محمد السادس وعثمان بن جلون المدير التنفيذي للبنك المغربي للتجارة الخارجية (BMCE BANK)، وجاء في المركز 49 في قائمة تضم أغنى 50 عربيا، وسادس أغنى رجل أعمال عل الصعيد الإفريقي.


في عام 2004، اختارته مجلة ماروك إيبدو رجل السنة. وفي عام 2007 اُختير من طرف قراء جريدة Le Matin du Sahara كأفضل مدير مؤسسة تجارية.  


برنامج وثائقي عن  ميلود الشعبي



Comments
1 comment
Post a Comment
  • knowledge maker
    knowledge maker May 11, 2021

    إنه شخصية بارزة في التاريخ المغربي والعربي في المجال الإقتصادي ويستحق الإشادة نظير أعماله الخيرية

    replydelete