New

أوبرا وينفري .. قصة نجاح ملهمة من الفقر والعنصرية إلى أكثر امرأة تأثيرا في العالم

أوبرا وينفري أكثر امرأة تأثيرا في العالم


أوبرا وينفري Oprah Winfrey


أوبرا جايل وينفري ( Oprah Gail Winfrey) هي كاتبة ومقدمة برامج حوارية أمريكية، من بين برامجها الشهيرة برنامج  "The Oprah Winfrey Show" الذي لاقي انتشارا واسعا في جميع أنحاء امريكا وأكسبها شهرة كبيرة، وأصبحت وجها إعلاميا بارزا ومن بين الأصوات النسائية الأكثر تأثيرا في أمريكا والعالم.


قصة نجاح أوبرا وينفري لا يختلف عليها إثنان لكن بالعودة للماضي الذي عاشته والتجارب المؤلمة التي مرت مها، سنستخلص منها الدروس والعبر في مواجهة مصاعب الحياة والتخلص من عُقدة التفكير والعيش في الماضي، وكيف حولت ماضيها المأسوي إلى حافز كبير من أجل تحقيق النجاحات ؟ وما هي الإنجازات التي قامت بها لكي يحترمها العالم ويُقدِّرها ؟ وسنتحدث أيضا عن حياتها الشخصية ومؤلفاتها. فهيا بنا جميعا لنبدأ! 


من هي أوبرا وينفري - Oprah Winfrey ؟


وُلدت الإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري في 29 يناير/ كانون الثاني 1954م في مقاطعة كوسيوسكو التابعة لولاية مسيسيبي الأمريكية لأسرة فقيرة جدا، فوالدها أنجباها بعد علاقة جنسية غير شرعية ولم يكونا متزوجين وما لبثا أن أنفصلا فعاشت مع جدتها في حي فقير حتى بلغت السادسة من عمرها، كان والدها يعمل حلاقا بينما أمها كانت تشتغل كخادمة في لبيوت.

 

تعرضت أوبرا وينفري في طفولتها لشتى أنواع العنصرية والإحتقار بسبب ثيابها البالية ولون بشرتها السمراء، وكانت أمريكا في ذلك الوقت تشهد تفرقة عنصرية بين البيض والسود، حتى أن أوبرا كانت تشعر في مدرستها أنها غريبة عن محيطها بسبب اختلافها في لون بشرتها عن باقية التلاميذ البيض.  

بدايات أوبرا وينفري


انتقلت أوبرا وينفري لـبالتيمور ماريلاند، وعملت في بداياها كمراسلة صحفية ثم كمقدمة نشرة أخبار في محطة دبليو إل إس (WLS) ، كما اشتغلت في البرنامج الحواري "The People are Talking" لمدة ثمان سنوات والذي حقق نجاحا باهرا وأسهم في شهرة أوبرا، وانتقلت فيما بعد للإشتغال في محطة شيكاجو لتقديم برنامجها الصباحي الجديد A.M.Chicago. 


شهدت مسيرة أوبرا وينفري في الإعلام قفزة نوعية وكسبت حب مشاهديها بسبب أحاديثها وأسلوبها العاطفي في تقديم البرامج، واستطاعت احتلال مراتب متقدمة وحصْد الاف المتابعين متفوقة على أشهر البرامج آنذاك.  


إنجازات أوبرا وينفري


كان أبرز إنجازات أوبرا هو تقديم  برنامجها الأشهر حول العالم أوبرا شو Oprah Show والذي يُبث في أكثر من 100 دولة على مستوى العالم، بفضل طريقة تقديمها الرائع للبرنامج وحواراتها الشيقة  التي تتسم بالعاطفة والمشاعر المرهفة، وفقد كان برنامجها يهتم بتسليط الضوء على القضايا الإجتماعية والتجارب الإنسانية التي تحدث في المجتمع الأمريكي، ومع مرور الوقت أصبح البرنامج يستقطب الملايين من المتابعين ويستضيف النجوم والمشاهير من مختلف الميادين والمجالات. 


أطلقت أوبرا وينفري مشروعا ضخما يهتم بتطوير مجال النشر، اسمته كتاب أوبرا Oprah’s Book ويسعى المشروع إلى مساعدة الكُتّاب المغمورين إلى تحقيق مبيعات كبيرة لكتبهم. كما أصدرت مجلتها The Oprah Magazine عام 2000.


وفي عام 2004 وقعت وينفري عقدا مع شبكة سي بي إس التلفزيونية لإستكمال تقديم برنامجها الشهير لغاية 2011، وقد وصل عدد القنوات التي تبث البرنامج إلى أزيد من 210 قناة أمريكية. وعند إنتهاء العقد انتقلت وينفري إلى شبكتها الجديدة The Oprah Winfrey بالإشتراك مع شركة Discovery Communications.


في عام 1986 شاركت في دور أساسي في فيلم اللون الأرجواني The Color Purple للمخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرغ، ورُشّح الفيلم لتسع جوائز أوسكار في حين تم ترشيح أوبرا وينفري لجائزة الأوسكار في صنف أفضل ممثل مساعد، ونالت إحسانا جيدا من طرف المشاهدين والنقاد لتنهال عليها العروض التلفزيونية و السينمائية.

الصعوبات والعراقيل التي واجهتها أوبرا وينفري


بسبب المحيط السيء الذي عاشت فيه، أدمنت أوبرا وينفري تناول المخدرات وتعاطي الهرويين والكوكايين، وفي سن الرابعة عشر تعرضّت للإغتصاب الجنسي من قِبل أحد أفراد عائلتها مما تسبب لها بالحمل بإبنها الأول لكن لم يُكتب له العيش طويلا فوفته المنية مباشرة بعد ولادته.


كانت أوبرا طالبة مجتهدة في جامعتها لكن هذا الامر لم يَشفع لها، فكانت تتعرض للمضايقات والإبتزازات بسبب بشرتها السمراء وأصولها الإفريقية وبالضبط من طرف الطلبة ذو البشرة البيضاء، وعلى الرغم من ذلك أكملت تعليمها الجامعي وحصلت على منحة جامعية باعتبارها حاصلة على المراتب الأولى على مستوى الجامعة.  


فحتى أثناء تقديهما لبرامجها التلفزيونية كانت تتعرض أوبرا وينفري لبعض الإنتقادات من طرف المشاهدين بسبب وزنها الزائد، فقررت التخلص من هذا الوزن بممارسة الرياضة بانتظام وشاركت في ماراثون بواشنطن وخسرت 90 باوند تقريبا من وزنها الإجمالي الذي كان يبلغ 150 باوند.


الحياة الشخصية والعائلية لأوبرا وينفري


لم تخف أوبرا وينفري حياتها الشخصية مطلقا عن متابعيها ومحبيها، فدائما ماتشاركهم جزءا من حياتها سواء كانت إيجابية أو سلبية.


تعتنق أوبرا وينفري الديانة المسيحية فهي تنتمي للطائفة المسيحية المعمدانية. أما بالنسبة لحياتها العاطفية فهي غير متزوجة لكنها على علاقة مع  الكاتب ورجل الأعمال ستيفان غراهام Stedman Graham الذي جمعت بينهما علاقة حب استمرت منذ منتصف سنة 1980 وأعلنوا خطوبتهما في عام 1992، لكن هذه العلاقة لم تكلل بالزواج ورغم ذلك باقيا مستمرين في نفس العلاقة ويقطنان حاليا في منزلهما في مدينة شيكاغو.


في إحدى الحلقات على برنامجها اعترفت أوبرا بسر عائلي وهو أن لديها أخت غير شقيقة اسمها باتريسيا، كانت أمها فيرنيتا لي Vernita Lee قد تخلت عنها، وعرضتها للتبني ومكثت الإبنة في العديد من دور الحضانة. قامت عائلة أوبرا بعمل فحوصات DNA وتوصلوا إلى نتيجة إيجانية وأنه تجمعهم علاقة قرابة. ولاقت هذه الحلقات اهتماما واسعا وانتشارا كبيرا من طرف الجمهور الامريكي.


الأعمال الإجتماعية التي قامت بها أوبرا وينفري


بالرغم من الثراء والشهرة التي حققتها أوبرا وينفري فهي لم تنس حياة الفقر والحرمان التي عاشتها في طفولتها، فأسّست العديد من الجمعيات الخيرية والمؤسسات التي تنشط في المجال الإجتماعي وتعمل على تحسين ظروف حياة الكثير من الناس.


تلك التجارب المأسوية والإغتصاب  التي تعرضت لها أوبرا وينفري في طفولتها جعلها ناشطة جمعوية تدافع عن حقوق الأطفال والنساء، وقد قَّدمت لمجلس الشيوخ الأمريكي الكونغرس مقترحا يهدف إلى إنشاء قاعدة بيانات وطنية تتضمن معلومات عن المجرمين المُدانين في جرائم الإعتداء واغتصاب الأطفال، وفي عام  1994 وقع الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون على مشروع القرار وبدأ حيز التنفيذ.


إلى جانب الدفاع عن حقوق الإنسان، ساهمت أوبرا أيضا في الدفاع عن حقوق الحيوانات من خلال عرضها على برنامجها الشهير بعض الحيوانات التس تعرضت لسوء المعاملة، وقد نالت هذه الإلتفاتة استحسانا من طرف مجموعة من جمعيات الدفاع عن حقوق الحيوانات، وتم ترشيحها لتكون شخصية السنة 2008

الجوائز والأوسمة التي حصلت عليها أوبرا وينفري


منحت أكاديمية الفنون والعلوم التلفزيونية في سبتمبر من عام 2002 جائزة بوب هوب الإنسانية لأوبرا وينفري، نظير أعمالها الإجتماعية ومساهمتها في الأعمال الخيرية. 


كما قّلدها الرئيس الأمريكي باراك اوباما في نوفمبر 2013 الميدالية الرئاسية للحرية، والتي تعتبر أرقى رتبة شرف مدنية تُمنح في أمريكا، لإسهاماتها الوطنية ودفاعها عن حقوق الإنسان.


خلال حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب في نسخته  الرابع والسبعون، مَنحت رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية أوبرا وينفري جائزة سيسيل بي دوميل تقديرا لأعمالها وتأثيرها الإيجابي في عالم الفن.


وينفري حاصلة على عدة جوائز الإيمي باعتبار أن برنامجها الشهير هو البرنامج الأعلى مشاهدة في تاريخ التلفزيون، كما اعتبرتها مجلة فوربس الأمريكية عام 2005 ثاني أكثر الشخصيات تأثيرا في العالم. 


معلومات وحقائق عن أوبرا وينفري


اشتهرت أوبرا وينفري بأنَّها أول امرأة أمريكية من أصول إفريقية تجمع ثروة قيمتها مليار دولار، وغالباً ما توصف بأنَّها المرأة الأكثر تأثيراً في العالم.


بلغت ثروتها عام 2003 مليار دولار مما وضعها في المرتبة 427 في اللائحة التي تضم 476 مليارديرا. وحسب تصنيف مجلة فوربس لعام 2005،احتلت أوبرا المرتبة التاسعة في أول 20 شخصية من النساء الأكثر نفوذا على صعيد وسائل الاعلام والسلطة الاقتصادية. كما احتلت المركز الثاني حسب تصنيف مجلة فوربس لعام 2005 في قائمة أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم الذي ضم 100 شخصية وصعدت وينفري لتحل محل ميل جيبسون من حيث الثروة فقد بلغ دخلها السنوي 225 مليون دولار.

أقوال واقتباسات أوبرا وينفري


فكر دائمًا كالملوك فالملوك لا يخشون الفشل لأن الفشل قد يكون خطوة جريئة نحو العظمة.


  • لا توجد قوة حيث لا يوجد كفاح.


  • اجعل من حولك فقط الاشخاص الذين من الممكن ان يرفعوك الى اعلى وتخلص من الباقين


  • عندما تتبلور معرفتك بنفسك، ستكون أكثر قدرة على معرفة ما هو الأفضل لك


  • حَوِّل جراحك إلى حكمة.


النجاح المادي يزودك بالقدرة على التركيز على الأمور المهمة فعلاً، ومنها أن تكون قادراً على إحداث الفرق ليس في حياتك وحسب بل في حياة الآخرين.


  • لقد قررت وهذا يكفي , أن أحارب من أجل ما أريده , وأن أكون ما لا يريده الآخرون لي.


  • أكثر ما تخاف منه ليس قويا، فالقوة تكمن في الخوف ذاته.


  • أكبر مغامرة يمكنك أن تمر بها هي أن تحيا الحياة التي تحلم بها.


تعتبر قصة أوبرا وينفري من القصص الملهمة لأي شخص يريد أن يشق طريقه نحو النجاح، ويمكن أن نتعلم من سيرتها الكثير من العبر والقيم، فهما كان الإنسان يعيش حياة مأسوية أو ظروف قاسية أو محيط غير مشجع، أقول له لا تتخل عن أحلامك وقاتل من أجلها، فكما فعلتها أوبرا وغيرها من الأشخاص الناجحين يُمكن أن تقوم بها أنت أيضا، اقرأ الكتب، تعلم مهارات جديدة، صاحب أشخاصا إيجابيين، تفاءل في الحياة، وإن شاء الله وبتوفيق منه ستحقق المبتغى وستصل إلى ما أنت تطمح له.


وثائقي عن أوبرا وينفري




Comments
No comments
Post a Comment