New

أمانسيو أورتيغا .. قصة نجاح مؤسس شركة زارا العالمية من الصفر إلى الغنى

قصة نجاح مؤسس شركة زارا أمانسيو أورتيغا


أمانسيو أورتيغا - Amancio Ortega


كثيرا ماتملئ أخبار رجال الاعمال والمشاهير الصحف والمجلات، فتجد مقالة تتحدث عن سيرة شخص حقق النجاح والثروة وأصبح مليونيرا، وآخر تمكن من شراء قصر أحلامه وتزوج بحب حياته، أو سيدة حقَّق كتابها ملايين المبيعات وتصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعا، وأخرى استطاعت الحصول على ملايين الإعجابات على مواقع التواصل الإجتماعي.


وفي المقابل نجد اأشخاص يّفضلون تحقيق النجاحات والشهرة والمال دون إحداث أي ضجة أو الإفتخار بإنجازاتهم، وهذه هي قصة بطلنا "أمانسيو أورتيغا" الذي استطاع بفضل كفاحه وجهده من أن يراكم ثروة هائلة تُقارب نحو 80 مليار دولار، وينافس شخصيات بارزة في عالم المال والاعمال ويتفوق عليهم، مثل بيل غيتس وجوزيف بيزوس.


هيا بنا نبدأ في سرد سيرة الملياردير الإسباني أمانسيو أورتيغا، بداياته وأهم إنجازاته والصعوبات التي مرَّ منها قبل أن يصل لِما هو عليه الآن، ولماذا يتجنب الظهور في وسائل الإعلام؟ وسنتحدث كذلك عن حياته الشخصية وسنذكر بعض أشهر اقواله الرائعة.


نبذة عن حياة أمانسيو أورتيغا


أمانسيو أورتيغا (بالإنجليزية: Amancio Ortega) هو رجل أعمال وملياردير إسباني، مؤسس العلامة التجارية الشهيرة "زارا Zara" وصاحب شركة إينديتيكس Inditex للأزياء والملابس الجاهزة، وتستحوذ شركاته مثل زارا Zara، وماسيمو دوتي Massimo Dutti، وبول أند بير Pull&Bear، وبيرشكا Bershka، وغيرها من العلامات التجارية المشهورة على حصة كبيرة من سوق الملابس الجاهزة.


وُلِد أمانسيو أورتيغا في بسدونجو دي أرباس(Busdongo de Arbas) بمقاطعة ليون بإسبانيا، يوم 28 مارس 1936 أي سنة بداية الحرب الأهلية الإسبانية إبان حكم الجنرال فرانكو، عاش خلالها أمانسيو طفولة بائسة وقاسية بسبب فقر عائلته وعدم قدرتها على توفير متطلبات الحياة، بالإضافة للظروف القاسية التي مرت منها البلاد، الأمر الذي جعله ينقطع عن الدراسة ويلتجأ لميدان العمل في سن صغير.

بدايات أمانسيو أورتيغا


عند بلوغ اورتيجا الرابعة عشرة من عمره، انتقل برفقة عائلته المكونة من والديه وأربعة أشقاء، كان هو أصغرهم، انتقلوا إلى منطقة غاليسيا في شمال شرق إسبانيا وبالتحديد للمدينة الصناعية  لاكورونا، وعمل والد أمانسيو في شركة للسكك الحديدية، بينما والدته كانت تشتغل كعاملة منزلية، في حين اتجه أمانسيو للعمل في متجر لبيع الملابس يُدعى "غالا"، وفيه تعلم أساسيات الخياطة وحياكة الملابس، وأَبرَزَ مهاراته وموهبته الفذة مما جذب إليه أنظار الجميع.


اشتغل أمانسيو في عدة مناصب، عمل مساعدا للخياطين في إحدى الشركات، ثم مندوبا للمبيعات وكان يقوم بمهمة توصيل الملابس للعملاء الأغنياء، وأصبح مسؤولا ومديرا لأحد المتاجر بالمدينة، كل هذه المراحل أكسبته تجربة كبيرة جعلته يُقرر الدخول لمجال صناعة الملابس بأفكار مبدعة وحلول مبتكرة.  


شكَّل احتكاك امانسيو اورتيغا بسوق صناعة الملابس معرفةً متطلبات العملاء وساعده ذلك على تطوير أفكاره ومهاراته، فأنشأ تعاونية صغيرة تضم النساء العازبات بالمنطقة من أجل تصنيع الملابس الداخلية وملابس الأطفال بتكلفة منخفضة وبجودة جيدة، فكان ينتقل إلى مدينة برشلونة لشراء الأقمشة الرخيصة ويعيد صناعتها.


في عام 1963 أسس أورتيغا شركته الأولى Confecciones GOA, S.A، بحيث قام بتشغيل العمال المحليين في تعتونيات للخياطة بأجور منخفضة وجودة جيدة، وشهدت هذه الشركة ازدهارا كبيرا استطاع من خلالها تحقيق نجاح باهر وجني الكثير من المال، ليُقرر بعدها افتتاح أول محل تجاري للعلامة الشهيرة زارا (ZARA) في وسط مدينة لاكورونا. 


ازدهرت أعمال أمانسيو أورتيغا وانتشرت متاجر زارا في العديد من المدن والعواصم العالمية في البرتغال والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وأنشأ مع زوجته روزاليا مجموعة إينديتيكس (Inditex) التي تضم العلامات التجارية التي يمتلكها مثل بول أند بير (Pull&Bear) و ماسيمو دوتي (Massimo Dutti) وبيرشكا (Bershka) وستراديفاريوس (Stradivarius)...

إنجازات أمانسيو أورتيغا


حقق الملياردير الإسباني من خلال شركته العالمية أنديتيكس نجاحا ساحقا، بامتلاكها حصص كبيرة في سوق الملابس محققة إيرادات مالية تتجاوز العشرين مليار دولار سنويا، ويبلغ عدد متاجر الشركة الموزعة حول أزيد من 88 دولة في العالم حوالي 7000 متجر.  


يشكل نجاح أمانسيو أورتيغا برهانا عظيما على قيمة العمل الجاد والإبتكار المتجدد، فمنذ بدايته كان يطمح إلى جعل الموضة والأزياء  في متناول جميع الناس بجودة عالية وثمن مناسب، فابتكر طرق حديثة في عالم الملابس فكان يعتمد على فكرة منح العملاء تصميمات جديدة في أسرع وقت، بالإضافة إلى تجديد منتجاتها من مخازن الألبسة مرتين  أسبوعيا.  


تصدر أمانسيو أورتيغا صدارة عرش أثرياء العالم في عدة مناسبات وفق لتقديرات مجلة فوربس الأمريكية بثروة شخصية تُقدًّر بحوالي 80 مليار دولار متفوقا بذلك على كبار رجال الأعمال مثل بيل غيتس مؤسس مايكروسوفت، وجيف بيزوس مؤسس موقع أمازون، والمستثمر الأمريكي الشهير وارين بافيت صاحب شركة بركشير هاثاواي، ورجل الأعمال المكسيكي ذو الأصول اللبنانية كارلوس سليم.


تحرص العديد من الشخصيات العالمية سواء في مجال الفن أو السياسة مثل زوجة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ملكة إسبانيا الملكة ليتيزيا، و وسامانثا كاميرون وغيرهن الكثيرعلى ارتداء ملابس راقية تحمل اسم العلامة التجارية زارا. كما انتشر مصطلح Zaragasm الذي يشير إلى هوس و حب اقتناء منتجات زارا المتميزة بالتصميمات المعاصرة والجودة الراقية.


إستثمارات أمانسيو أورتيغا في العديد من المجالات


عادة ما يحرص رجال الأعمال والأشخاص الأثرياء على تنويع مصادر الدخل وعدم الإكتفاء بمصدر دخل وحيد، لأنه بكل بساطة قد تنهار أعمالك أو تحدث أزمة في مجال عملك، وهنا تكون في وضع  غير مرغوب فيه. وقاعدة تنويع مصادر الدخل هي فعلا  مايتبعها الملياردير الإسباني أمانسيو أورتيغا، فهو لا يكتفي بالأرباح التي تحققها له  شركاته المتخصصة في الملابس والأزياء بل يقوم باستثمار أمواله في مشاريع ومجالات تجارية جديدة.


يمتلك أورتيغا العديد من العقارات مثل ناطحة سحاب في مدريد والتي كان قد اشتراها في عام 2011 بمبلغ 556 مليون دولار، بالإضافة إلى شراءه عقارات أخرى في لندن ونيويورك وبرشلونة وشيكاجو ميامي وبرلين وباريس، والكثير من المدن حول العالم.


إلى جانب الإستثمار في مجال العقارت والمباني والتي تبلغ قيمتها لوحدها مايعادل 10 مليار دولار، يستثمر أمانسيو أيضا في مجال البنوك والسياحة والغاز.  

الصعوبات والعراقيل التي واجهها أمانسيو أورتيغا في مسيرته


عاش أمانسيو طفولة صعبة ولم يحصل على شهادة جامعية، ولكنه استطاع الوصول إلى مكانته الحالية بفضل سماته الشخصية وحبه لعمله وثقته في نفسه ورغبته في الابتكار والتميُّز وتلبية احتياجات العملاء في أسرع وقت ممكن. وعلى الرغم من عمله في مجال الموضة والأزياء، إلا أن أمانسيو أورتيغا لا يهوى ارتداء الملابس الفاخرة من تصميم شركته، فهو يحب الملابس البسيطة التي تشبه أسلوب حياته، فهو يحرص دائمًا على ارتداء قميص أبيض بسيط وسترة زرقاء بدون ربطة عنق وبنطلون رمادي


الحياة الشخصية والعائلية لأمانسيو أورتيغا


تزوج أمانسيو أورتيغا من زوجته الأولى روزاليا ميرا غوينيتشيا في عام 1966 وكانت شريكته في أعمال الشركة منذ بداية تأسيسها، لكن في عام 1986 وقع الطلاق بين الزوجين، ثم تزوج بعدها أمانسيو من فلورا بيريز ماركوت التي تصغره بـ 18 سنة في عام 2001 بعد علاقة حب كانت تجمعهم حين كانت تعمل لديه في الشركة. 


لأمانسيو أورتيغا ثلاث بنات من زوجته فلورا بيريز، إحداهن هي مارتا التي ستكون وريتثه في إدارة أعمال الشركة في المستقبل، وقد اشتغلت مارتا في عدة مناصب داخل الشركة من أدنى مستويات السلم الوظيفي، فعملت كبائعة في متاجر زارا في باريس ولندن وبرشلونة ثم شغلت مناصب مهمة في الشركة وتعمل الآن نائبة رئيس قسم العقارات.


الإبنة الصغرى لصاحب العلامة التجارية "زارا"، مارتا أورتيغا حاصلة على ديبلوم في دراسات الأعمال، ومن هواياتها المفضلة ركوب الخيل، وتشترك نفس الهواية مع والدها، مما جعله يشتري مركزا للفروسية المسمى بكاساس لورا في منطقة غاليسيا بإسبانيا من أجل التدرب على ركوب الخيل.  

معلومات وحقائق عن رجل الأعمال أمانسيو أورتيغا


في بدايات مسيرة أورتيغا أطلق اسم "زارا" على علامته التجارية بعدما كان اسمها "زوربا" نسبة للفيلم المفضل لأورتيغا وزوجته روزاليا، لكن سرعان ما اضطر لتغييره لإسمه الحالي "زارا"  بسبب شكوى من طرف صاحب محل قريب منه يحمل نفس اسمه.


وعلى الرغم من ثروته الهائلة وتصدره لقائمة أغنياء العالم وعمره المتقدم، لازال أمانسيو أورتيغا يعمل بجهد ومثابرة في شركته ويسعى لجعل علامته التجارية أكثر انتشارا على مستوى العمل، كما أنه يشارك مصمميه الأفكار واتجاهات الموضة وكل مايتعلق بالملابس الجاهزة، ويقول أمانسيو عن هذا الأمر: "سأتابع العمل حتى النهاية"


يحرص رجل الأعمال الإسباني على حماية خصوصيته الشخصية والعائلية، فهو لم يجر طوال عمره أي مقابلة شخصية مع وسائل الإعلام لدرجة أن إجمالي الصور الملتقطة له لا تتعدى  200 صورة، كما أنه يمتنع عن ارتياد المنتجعات الفخمة والحفلات الكبيرة، ويُفضِّل قضاء إجازة العطلة برفقة عائلته في إسبانيا بمنطقة غاليسيا أو السفر إلى اليونان.


في سنة 2004 صدر كتاب يحمل عنوان "أمانسيو أورتيغا، من الصفر إلى قيادة زارا" وهو كتاب يمثل السيرة الذاتية لرجل الأعمال الإسباني، ثم تُرجِم للغة الإنجليزية في عام 2012 تحت عنوان "مالك زارا: قصة العبقري الذي يقف خلف مجموعة إينديتيكس"


أشهر اقتباسات وأقوال أمانسيو أورتيغا


لا تنظر الى ما إنتهيت اليه، وانظر كيف بدأت.


  • عليك بالظهور في الجرائد ثلاث مرات : عند الولادة، الزواج ثم الموت.


  • دائمًا الزبون هو من يحدد نمط العمل.


  • سأتابع العمل حتى النهاية.


  • لا يمكننا أن نجبر أنفسنا على المتابعة من الطريق الذي وجدناه مفتوحا.


  • عندما أكون في الشارع، أفضل أن أكون معروفًا فقط من قبل عائلتي، أصدقائي والأشخاص الذين أعمل معهم.



وثائقي عن أمانسيو أورتيغا


Comments
No comments
Post a Comment