أسباب التسويف والمماطلة وكيفية التغلب عليها

يُعرف التسويف بأنه تأجيل أو تأخير المهام والأعمال إلى وقت لاحق، ويعتبر مشكل التسويف والمماطلة من المشاكل الكبيرة التي يعاني منها أفراد المجتمع خصوصا الشباب والموظفين وتختلف أسباب التسويف من شخص لأخر أو ربما شخص واحد تكون له الكثير من أسباب التي تجعله يؤجل الأعمال. 

أسباب التسويف والمماطلة

قال أحدهم : التسويف هو القبر الذي نواري فيه أحلامَنا وطموحاتِنا والفرص النادرة في حياتنا

يُنتج التسويف الشعور بالفشل والقلق والإحباط والكثير من المشاعر السلبية، وقد يؤدي إلى مشاكل صحية ويُؤثر على علاقة الإنسان بذاته ومحيطه. واقترح العلماء بأن الحكم على أي تصرف بانه تسويف إذا توفرت فيه ثلاثة معايير وهي :

أولا : أن يخلِّف التأجيل نتائج عكسية

ثانيا : لا يوجد هدف من وراء التأجيل

ثالثا : أن يترتب عن التأجيل عدم إنجاز المهام في الوقت المحدد

لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، لأن للغد عمله

الخوف من الفشل

عادة مايكون التسويف ناتج عن الخوف من الفشل، بحيث يُفضل بعض الأشخاص عدم القيام ببعض الأمور أو إتخاذ قرارات خاطئة لتجنب تلك المشاعر السلبية الناجمة عن الشعور بالفشل أو عدم القدرة على إنجاز المهام بالطريقة الصحيحة. لكن السؤال المطروح هنا : 

كيف يمككنا أن ننجح في الحياة دون أن نخطئ قط ؟

وهل يمكن لنا الوصول إلى مبتغاناب دون أن نخسر ؟ 

الفشل هو الفرصة التي تتيح لك البدء من جديد بذكاء أكبر 

لا يوجد أي شيء اسمه الفشل وإنما إسمه التعلم، فالوقوع في الفشل يعني أننا قمنا بنهج الطريق الخطأ وعندها يمكننا سلك الطريق الأصوب نحو النجاح. فكل الناس في الدنيا أن يكونوا مروا من مرحلة الفشل في حياتهم ولو لمرة واحدة في حياتهم، منهم من استسلم للأمر وبقي في مكانه دون أي نتيجة ومنهم من قاوم وكافح من أجل مستقبل مشرق، انظر لسيرة الناجحين ورجال الاعمال وستفهم الأمر جيدا.  

الفشل هو أول خطوة للنجاح

المثالية المفرطة

يطلق مصطلح المثالية أو Perfectionism على السعي والرغبة في إنجاز الأعمال بشكل مثالي دون الوقوع في الأخطاء، وتُعتبر المثالية من الأسباب الرئيسية للمماطلة والتسويف التي يقع فيها الكثير من الناس حيث يفضلون إنجاز الأعمال الموكلة إليهم بطريقة ممتازة وعدم التسرع فيها وأن يكون العمل جيدا وخاليا من الأخطاء، لكن هذا الأمر يخلق حالة من التسويف وتأجيل الأعمال  إلى وقت اخر حتى يكون منجزا بالطريقة التي نرغب فيها.

 الأهداف الكبيرة

النجاح يتطلب توحيد الأهداف في هدف وحيد.

فينس لومباردي

قد نمتلك في بعض الأحيان أهدافا ضخمة وكبيرة جدا لدرجة أننا نجد صعوبة في البدأ فيها ونقع في دائرة مغلقة من التسويف وعدم القدرة على تحقيق أي من هذه الأهداف. فالأهداف الكبيرة تعتبر عبئا ثقيلا أكثر من كونها حافز لأنها تحتاج جهدا ووقتا كبيرا لتحقيقها، وفي حالة عدم الإنجاز يكون الإحباط والفشل هي النتيجة النهائية

ومن أجل تجاوز هذا المشكل يمكن اتباع بعض الخطوات الصغيرة التي تتمثل في تقسيم الأهداف الكبيرة إلى أهداف صغيرة بحيث يسهل إنجازها، على سبيل المثال أنت أردت تعلم اللغة الإنجليزية -هدف كبير- يمكنك تخصيص حوالي نصف ساعة يوميا لحفظ بعض التعبير الشائعة، مشاهدة فيديوهات تعلم الإنجليزية على اليوتيوب، كتابة يومياتك بنفس اللغة، تحدث مع نفسك أو مع أقرب أصدقائك باللغة الإنجليزية -أهداف صغيرة- وفي النهاية تجد نفسك وصلت إلى مبتغاك وحققت تقدما كبيرا عن طريق خطوات صغيرة.

تضييع الوقت في الملهيات والمشتتات

تحيط بنا الكثير من الأمور اللواتي يسرقن الوقت من بين أيدينا، مما يتسبب في تأخير إنجاز بعض المهام الضرورية كمراجعة المواد الدراسية التي سوف نُمتحن فيها أو عدم القدرة على مواصلة العمل بكفاءة عالية، بحيث نتشغل في تضييع الوقت في متابعة مواقع التواصل الإجتماعي، إرسال وتلقي رسائل ومكالمات غير مهمة، أو الخوض في أحاديث جانبية لا تسمن ولا تغني من جوع.

الإفتقاد للحماسة

يشعرون غالبية المسوفين عند المماطلة على إنجاز المهام المنوطة بهم على ضعف الهمة وعدم امتلاكهم للتحفيز الكافي للنهوض من أماكنهم والبدأ في العمل، ويجنحون للخيال والأحلام للتعويض عن الإخفاق والفشل وهذا مايدل على غياب الواقعية في تقديرهم لواجباتهم، أو ربما يكون فقدان التحفيز ناتج عن الشعور بالتعب و الإرهاق.

طرق للتغلب على المماطلة والتسويف

يسعى الإنسان بطبيعته لتغيير عاداته السلبية مثل التسويف والمماطلة بعادات أخرى إيجابية تعود بالنفع عليه في المستقبل سواء في حياته المهنية أو الدراسية، وهذا مايتطلب جهدا كبيرا بتبني أفكار ونصائح  واعتماد استراتيجيات فعالة  لتغيير عادات التسويف والتأجيل، والتي سنذكر من بينها :

1 - خطط مسبقا للمهام التي يجب عليك إنجازها

2 - ابتعد قدر الإمكان عن وسائل التواصل الإجتماعي وعن كل مسببات التشتت

3 - تجنب وضع أهداف كثيرة مع العلم بعدم قدرتك على تنفيذها كلها

4 - لا نتتظر أن يأتيك الإلهام أو يسقط عليك من السماء، فقط ابدأ

5 - نظم وقتك ولا تضيعه فيما لا يفيدك فهو أغلى مانملك في هذه الحياة 

6 - لا تخش من الفشل، فالفشل هي الخطوة الأولى نحو النجاح

7 - كن واقعيا ولا تسع للكمال 

8 - كافئ نفسك عند الإنتهاء من العمل